الضغوط النفسية.. نيران تحرق أم تضيء؟
أصبح عالمنا اليوم يعاني من وباء يسمى الضغوط النفسية، فحسب أحد الدراسات أن أكثر من ثلثي المترددين على الأطباء يعانون من أمراض لها علاقة بالتوتر الناشئ عن هذه الضغوط. ويعرف الضغط النفسي بأنه حدث يشعر الإنسان الذي يتعرض له بأن هناك تهديداً لسلامته الجسدية أو النفسية. وقد يتمثل الحدث في كوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات أو كوارث من صنع الإنسان مثل الحروب وحوادث التسرب النووي أو قد يتمثل في إيذاء جسدي مثل حوادث الاغتصاب أو السرقة بالإكراه كون هذا الحدث خارج نطاق السيطرة وغير متوقع يزيد من درجة الضغط النفسي الذي يمثله.
قد يحدث الضغط النفسي نتيجة صراع داخلي عند الإنسان عندما يكون بصدد الاختيار بين شيئين لهما نفس التأثير الجاذب عليه، مثلاً قد يعرض على الإنسان في نفس الوقت وظيفتان إحداهما ذات عائد مادي كبير والأخرى عائدها المادي أقل ولكن وضعها الاجتماعي والنفوذ الذي تمثله أعلى فيحتار مابين الاختيارين ويحدث له نوع من الضغط النفسي.
وبعض الأحداث تكون متوقعة والمفترض أنه يمكن السيطرة عليها وبالرغم من ذلك تشكل ضغطاً نفسياً عند الكثير من الناس إذا كانت تتحدى قدراتهم أو تضطرهم لإعادة تقييم أنفسهم أو تعرضهم لتقييم الآخرين لهم مثل المقابلات الشخصية قبل الحصول على عمل مهم وأيضاً الطلاب في الأسبوع الأخير قبل الامتحانات النهائية وأحياناً تمثل الاختبارات الشفهية ضغطاً حيث أن قدراتك و معلوماتك تتعرض للتقييم في دقائق معدودة بعد مجهود طويل في التحصيل فيحدث نوع من التوتر وينخفض مستوى الأداء تبعاً لذلك.
وقد ابتكر باحثان هما هولمز وراهي عام 1967 مقياساً يسجل ترتيباً للأحداث حسب قدرتها على إيجاد نوع من الضغط النفسي بعد قيامهما بعمل بحث إحصائي ومقابلة ما يزيد عن أربعة آلاف شخص وسؤالهم عن الحوادث التي مرت بحياتهم وسببت ضغطاً نفسياً وترتيب هذه الحوادث حسب درجة شدتها.
وقد تبين لهذين الباحثين أن الحدث قد يسبب ضغطا نفسيا بالرغم من كونه حدثاً سعيداً يبهج الإنسان وأن العبرة ليست بكون الحدث سعيداً أو تعيساً، ولكن بقدرة هذا الحدث على إحداث تغيير و إرباك في نمط حياة الإنسان واحتياجه لإعادة ضبط وتوافق لأشياء كثيرة في حياته بعدها.
وقد قام الباحثان بعد ذلك بوضع ترتيب للحوادث الحياتية على حسب درجة شدتها ووضعا نقاطاً تمثل هذه الشدة فقدرا أن أكبر حدث يمثل ضغطاً على الإنسان هو وفاة شريك الحياة واعتبرا أنه يمثل مائة نقطة ثم الطلاق ويمثل ثلاثاً وسبعين نقطة وتقييد الحرية بالحبس ويمثل ثلاثاً وستين نقطة ونفس عدد النقاط لموت شخص قريب من الأسرة وخمسين نقطة للزواج وسبعاً وأربعين للفصل من العمل وخمساً وأربعين للإحالة للتقاعد وأربعين للحمل وتسعاً وثلاثين لاستقبال مولود جديد وثلاث عشرة للحصول على إجازة سنوية.
ووجد الباحثان أن أحداث مجموع نقاطها مائتا نقطة في عام واحد كفيلة بإحداث ردود أفعال مرضية عند معظم الناس.
وننبه نظر القارئ إلى أن هذه الدراسة غربية ولها علاقة بثقافة المجتمع الذي تمت فيه وربما تتغير أهمية الأحداث وقدرتها على إحداث ضغوط في عالمنا العربي.
تأثيرات الضغوط في الحالة النفسية للإنسان
- قد تسبب الضغوط قلقاً وهو أكثر ردود الأفعال شيوعاً فيشعر الإنسان بالخوف والتوجس والتوتر وعدم القدرة على النوم وإعادة تذكر مشاهد الحدث وهو ما يعرف بمرض الضغط النفسي ما بعد الصدمات والحوادث وهو شائع فيما بين الجنود في الحروب.
- الغضب والعنف: قد يكون وليد الإحباط بالذات وقد نشأ عن ذلك ما يعرف بنظرية ارتباط الإحباط بالعنف والتي تفترض أنه عندما يشعر الإنسان بأن جهده الذي بذله من أجل الوصول لهدف معين قد تعرقل أو حيل بينه وبين تحقيقه يتولد دافع العنف لديه ويكون هناك رغبة شديدة في تحطيم الشيء أو الإنسان الذي تسبب في حدوث هذا الإحباط. ونرى هذا كثيراً في ملاعب الكرة وخصوصاً في المباريات المهمة أو النهائية فعندما يشعر أحد الفريقين أنه قد خسر وانحسر الأمل لديه في التعويض غالباً ما نراه أكثر عنفاً في الأداء ويفتعل المشاجرات مع الفريق الآخر أو حكم المباراة، وهي وإن كانت ظاهرة غير صحية و لاتدل على سلوك رياضي قويم وراق إلا إنها كثيرة الحدوث وهي تدل على عدم تهيئة جيدة للاعبين من جهازهم التدريبي والإداري، وأيضاً عدم جاهزية الجمهور لفكرة الخسارة وتقبلها بصدر رحب وهذه مسؤولية الإعلام حيث أن الرياضة لابد أن يكون فيها فائز وخاسر فخسارة مباراة رياضية ليس فيها ما يشين أو ما يجرح الكرامة وليست الملاعب ميداناً للمعارك.
- الاكتئاب والتبلد: وعكس رد الفعل السابق من الممكن أن يحدث انسحاب للداخل وجلد للذات والاكتئاب كنتيجة للضغط النفسي.
وقد نشأت ما تسمى بنظرية العجز بالتعلم وذلك بعد إجراء تجربة معملية على الفئران تم فيها تعريض مجموعة منها إلى صدمات كهربية مؤلمة بشكل متكرر ولم يعط لها فرصة للهرب عند محاولتها ذلك ولوحظ أن الفئران بعد تكرار ذلك استسلمت لهذه الصدمات ولم تُّبدِ أي رغبة في محاولة الهرب واستكانت في أماكنها.
وبالمشاهدة وجد أن هذه النظرية صالحة للبشر أيضاً وبنفس النتائج وما يطبقه الغزاة والمحتلون والأباطرة عادة يشبه ذلك، فما نراه في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس ببعيد فالعدو “الإسرائيلي” يقوم بتعريض إخواننا الفلسطينيين للعنف المتكرر من ضرب للبنى التحتية والاغتيالات وهدم المباني والاعتقالات ومحاولة تحجيم ومنع رد الفعل رغبة منهم في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإشعاره بالعجز حتى يستسلم ويحدث له نوع من الاكتئاب الجماعي، وقد رفض إخواننا في فلسطين الأبطال هذا بانتفاضة باسلة أظهرت قدرة على الردع بما تيسر لهم من وسائل بدائية بسيطة وأظهرت أيضاً رفضاً للاستسلام للعجز بما ستتبعه من نتائج.
- اضطراب الذاكرة وضعف التركيز والانتباه وانخفاض القدرة على التعلم: ويحدث ذلك بسبب الشحنات الانفعالية الزائدة الناتجة عن الضغوط والتي تمنع اختزان العقل للمعلومات الجديدة وأيضاً نتيجة التفكير الشديد في عواقب ردود أفعالنا على الحدث الذي يسبب الضغط ومراجعتنا لأنفسنا مراراً مما يسبب التشتت الذهني وعدم التركيز.
ردود فعل الضغوط النفسية على وظائف الجسم المختلفة
كل حدث يسبب ضغطاً نفسياً يمثل للمخ خطراً يهدد الإنسان فيكون رد فعله تهيئة الجسم لمجابهة هذا الخطر بما يعرف بالتهيؤ للقتال أو الفرار، وذلك بإمداد الجسم بالمزيد من الطاقة بخروج مخزون الجلوكوز اللازم لنشاط العضلات والعقل من الكبد عبر سلسلة من العمليات الحيوية وتزداد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ويزداد معدل التنفس و تتحفذ العضلات ويجف اللعاب حتى يزداد اتساع قنوات التنفس الموصلة للرئتين وينسحب الدم من الجلد والجهاز الهضمي ويندفع ناحية العضلات فيبدو الجلد شاحباً، كل ذلك بعمليات معقدة يقودها الجهاز العصبي والغدد الصماء.
إن رد الفعل هذا بدائي و لا يتناسب مع الضغوط النفسية العصرية وأغلبها بسبب أحداث نفسية لا تحتاج لهذا التهيؤ، ولهذا عند التعرض لضغط نفسي مستمر مع استمرار حالة التهيؤ السابق ذكرها تؤدي إلى تغيرات عديدة بالجسم مثل زيادة حجم الغدة الكظرية، وانكماش في الغدد الليمفاوية وحدوث قرح في المعدة وانخفاض في جهاز المناعة مما يؤدي إلى ضعف في قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
آثار الضغط النفسي المزمن على صحة الإنسان
- تأثير مباشر: مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والبول السكري وضعف المناعة بالإضافة للأمراض النفس جسمية مثل الأزمة الربوية و قرح المعدة و الروماتويد وأمراض الحساسية وغيرها.
- تأثير غير مباشر: بإتباع سلوكيات غير صحية مثل إهمال الطعام والنوم والنظافة الشخصية مما يعرض الإنسان لأمراض أخرى.
الشخصية وعلاقتها برد فعل الإنسان للضغوط
- الأشخاص الذين يعانون من الكثير من الصراعات النفسية الداخلية يكون اعتبارهم للكثير من الحوادث الحياتية العادية ضغوطاً.
- المخاوف - بشكل عام - غالباً ما تتكون لدى الإنسان نتيجة تجربة سيئة أدت إلى حدوث خوف تجاه حدث معين لا يسبب بحكم طبيعته خوفاً لدى الآخرين. فالطالب الذي لا يكون مستعداً ومهيأً للامتحان ويجهد نفسه بصورة كبيرة قبل الامتحان يتعرض لضغط شديد يكون من أثره حدوث خوف من الامتحان، هذا الطالب نفسه إذا أعد نفسه جيداً للامتحان في السنة التي تليها ربما يتعرض للخوف مرة أخرى ويتكون لديه ما يعرف بمخاوف الامتحانات تتكرر مع كل امتحان وتحتاج لتدخل نفسي علاجي وهو ما يفسر بالخوف بالتعلم ويمكن تطبيق نفس الفكرة على المخاوف الأخرى التي تتكون من مرور الإنسان بتجربة سيئة يتكرر بعدها هذا الخوف من الشيء الذي لا يسبب الخوف عادة مثل الخوف من الظلام و الأماكن العالية والمغلقة والسفر وركوب الطائرات وغيرها.
وبعد العلاج يحدث ما يعرف بالشجاعة بالتعلم و قد يمتد التحسن فيشمل جميع أنواع المخاوف التي يعاني منها المريض بالرغم من أننا كنا قد ركزنا على نوع واحد من المخاوف أثناء العلاج السلوكي بالذات.
- الأشخاص الذين يرجعون الأحداث السلبية التي تعرض لهم في حياتهم أو أي إخفاق أو فشل إلى أسباب ذاتية ويعتقدون أن نتائجها سوف تؤثر سلبياً في مختلف مناحي حياتهم وأنها ستلازمهم مدى العمر يكونون أكثر عرضه للعجز والاكتئاب في مواجهة الضغوط.
- المتشائمون أكثر عرضه للمشاعر السلبية والإحباط من الضغوط مقارنة بالمتفائلين، ولكن التوازن ايضا مطلوب لحماية الإنسان من الإحباط فأصحاب التوقعات العالية والآمال العريضة غير المبنية على أسس واقعية قد يتعرضون لإحباط شديد عند حدوث إخفاقات قد تكون متوقعة لدى الأشخاص الأكثر حذرا.
- قدرة الإنسان على السيطرة على المواقف واتخاذ القرارات المناسبة وقدرته على الإنجاز والتحدي، لها تأثير كبير في قدرته على تحمل الضغوط.
- الأشخاص الذين يتميزون بالرغبة في السبق ومغرمين بالإنجازات ودائماً في عجلة من أمرهم ويفقدون صبرهم بسرعة في مواجهة أي إبطاء أو تأخير ودائماً ما ينعتون الآخرين بالسلبية وعدم الكفاءة ويجدون صعوبة في الاسترخاء، هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة لأمراض القلب من الآخرين.
مهارات المواجهة
الآثار السلبية للضغوط سواءً نفسية أو جسدية تكون غير مريحة بل ومزعجة للإنسان وتشكل معاناة تدفع الإنسان لمحاولة إنهائها أو على الأقل تقليل حجمها، والوسائل التي يستخدمها الإنسان بشكل تلقائي تسمى قدرات المواجهة أو مهاراتها ومن هذه الطرق:
- المواجهة بالتركيز على المشكلة ومحاولة حلها وذلك بالخطوات التالية:
* تعريف المشكلة.
* محاولة إيجاد بدائل للحل.
* اختبار كل بديل وتقييمه بحساب التكلفة والعائد واختيار البديل المناسب.
* محاولة تغيير النفس بدلاً من الظروف وتعرف بالقدرة على التأقلم والتكيف وذلك إما بتقليل مستوى الطموح أو إيجاد هدف بديل لذلك الذي فشلنا في تحقيقه يعطينا بعض الرضاء عن النفس او بزيادة القدرات الخاصة وتعلم بعض المهارات الجديدة التي قد تساعدنا على تحقيق الهدف.
- المواجهة بالتركيز على الانفعالات والآثار السلبية للضغوط وذلك في حالة الفشل في حال المشكلة وضرورة التعايش معها وذلك بما يلي:
* البحث عن الدعم النفسي من الأصدقاء والأقارب.
* محاولة إيجاد معنى مختلف للموقف يكون أقل إيلاماً أو إعادة تثمين وتقييم الوضع.
* القيام بعمل تمرينات رياضية للتخلص من التوتر.
* الانغماس في العمل أو الأعمال التطوعية والخيرية.
* بعض السلوكيات السلبية والتي يلجأ إليها البعض في الغرب في زيادة تناول المشروبات الكحولية وغيرها هروباً من المشكلة.
آليات الدفاع النفسي كوسيلة لمواجهة الضغوط
كلنا يستخدم آليات الدفاع النفسي بدون إدراك ذلك رغم اشتمالها على نوع من خداع النفس ومنها:
* الكبح أو الكبت: وهي أشهر آليات الدفاع النفسي وعن طريقها يتم دفع الذكريات المؤلمة والتي تسبب القلق والخوف من أفكار واندفاعات وصراعات من مستوى الوعي إلى مستوى اللاوعي وربما تبقى المشاعر على السطح دون ارتباط بالأفكار التي تبقى في اللاوعي.
* التبرير: وفيها يحاول العقل إيجاد أسباب ودوافع غير تلك التي وراء الأفكار والأفعال أو السلوك الخاص بالإنسان وإخفاء الدوافع الحقيقية.
* تكوين رد الفعل: وفيها يحاول الشخص إيجاد مشاعر أو تصرفات أو أفكار معاكسة لتلك المسببة للصراع يظهرها للطرف الآخر.
* الإسقاط: وذلك بمحاولة العقل دمغ الآخر بالمشاعر والأفكار غير المقبولة لديه والمسببة لقلقه.
* العقلانية: وذلك بمحاولة الشخص استخدام الفكر المجرد والتعميم للسيطرة على المشاعر السلبية أو تقليلها.
* الإنكار: وذلك برفض الشخص قبول أو تصديق الأحداث المؤلمة في الحياة والتي تكون قد حدثت بالفعل.
* الإزاحة: وذلك بنقل الشخص المشاعر أو ردود الأفعال غير المقبولة إلى شيء أو شخص بديل.
ان استخدام وسائل الدفاع النفسي لمواجهة الضغوط يعتبر مرضياً فقط إذا كان هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة الضغوط والمشاكل.
علاج الآثار السلبية الناتجة عن الضغوط:
- زيادة الروابط الاجتماعية تقلل من الآثار السلبية.
- العلاج السلوكي:
* التغذية العكسية:
وتقوم على فكرة محاولة التحكم في جهازنا العصبي اللاإرادي بواسطة التدريب على التحكم في الضغط والنبض وبرودة الأطراف و التعرق وذلك بتوصيل جسم الإنسان بأجهزة تقيس كل هذه الأشياء وتمكين المريض من قراءتها وتدريبه على الاسترخاء العضلي والفكري حتى يصل للدرجة التي يتمكن فيها من خفض ضغطه العصبي وتقليل خفقان قلبه.
* تدريبات الاسترخاء العضلي والعقلي:
وفيها يستلقي الإنسان على فراش مريح بحيث يكون الظهر في وضع 45 درجة من الفراش بوضع الوسائد خلفه مع إغماض العينين وتخيل الإنسان أنه في المكان الذي يفضله على شاطئ البحر أو في حديقة جميلة أو غيرها ومحاولة الاسترخاء التام للعضلات والمفاصل بدءاً من أصابع القدم فالكاحل فالركبة فالحوض فالظهر فالعنق فالكتفين فالكوعين فالرسغين فأصابع اليد، في سكون و الاستغراق في هذا الاسترخاء محاولاً إبعاد جميع الأفكار عن الذهن وجعله خالياً وهذا ممكن بالتمرين والتكرار وذلك لمدة عشر دقائق تكرر مرتين إلى ثلاثة مرات يومياً.
* تمارين التنفس الاسترخائي:
كلنا يعتقد أن الإنسان يتنفس بشكل صحي مازال حياً ولكن هذا غير صحيح فمعظمنا يتنفس بشكل غير عميق لا يتيح ملء الرئتين تماماً بالهواء ثم إخراجه بشكل تام، فمن خلال عملية شهيق طويل وفيه يشعر الإنسان إذا وضع يده على بطنه بأنها تمتلئ كالبالون بالهواء ثم عملية زفير كاملة أيضاً يتم فيها ملاحظة هبوط جدار البطن للداخل ناحية الظهر وتكرار ذلك يشعر الإنسان براحة واسترخاء.
* العلاج المعرفي السلوكي:
ويتم فيه محاولة تحوير وتطوير للسلوكيات السلبية التي تزيد من تأثير الضغوط مع تغيير المعتقدات الخاطئة التي تطيل من الآثار السلبية للضغوط.
* العلاج الدوائي:
وأحياناً يلجأ الطبيب المعالج لمضادات الاكتئاب والمهدئات في حالة وجود ضغوط شديدة مستمرة نتيجة وجود مشاكل يصعب حلها وعدم وجود فرصة للعلاج النفسي أو لاحتياجنا لسرعة التعامل مع الموقف.
كان هذا رأي الطب النفسي وعلم النفس في الضغوط النفسية ولكن نعود لعنوان المقال ونتساءل هل الضغوط النفسية هي شر محض ونيران تحرق أعصاب البشر؟ لا فيجب ألا نغفل الأثر الإيجابي للضغوط في زيادة قوة وكفاءة وظائف الجسم ودرجة تحمله وقدرته على العمل في الظروف غير المواتية خصوصاً إذا حدثت فترة استشفاء واستجمام مابين كل ظرف ضاغط وآخر تعطى للجسم فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع وشحن النفس بطاقة لكي يتحمل الإنسان الضغوط مرة أخرى، وتكرار حدوث الضغوط والنجاح في تحملها والتغلب عليها يفجر في الإنسان طاقات معنوية هائلة وتجعله صلباً قادراً على تحمل المسؤوليات والتبعات غير هياب وغير خائف، ومثل هذه النفوس العظيمة هي القادرة على تحمل المسؤوليات الجسام وقيادة الآخرين حيث يلتف الناس حولهم في انتخاب طبيعي لا يعتريهم وهن أو وجل.
وهنا لا تكون الضغوط النفسية ناراً تحرق البشر.
ان الإيمان بالقضاء والقدر يجعل الإنسان أقوى في مواجهة المحن والضغوط والصبر عليها فلا جزع و لا خوف ولكن إيمان ورضاء وتسليم بكل ما قد كتبه الله علينا واستعذاب للألم فما أجمل العذاب الذي يقربنا إلى الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين قال: “أكثركم ابتلاءً في الدنيا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل” فمرحباً بالمحن والابتلاءات التي يمتحن بها الله عز وجل عباده المؤمنين يرفعهم بها درجة أو يحط عنهم خطيئة. وصدق الله العظيم حيث يقول في محكم آياته: بسم الله الرحمن الرحيم “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” صدق الله العظيم (سورة العنكبوت الآية 2)
فالمؤمن الحق لا تهزمه الأحداث ولا النوائب بل تزيده قوة وصلابة ويزداد وجهه بشراً وحبوراً فقد فهم ووعى وهنا فقط تكون الضغوط نوراً يضيء فيكشف عن معدن نفيس وأصيل لإنسان عرف الطريق
ا تمنى ان يحاول كل شخص التغلب على مشاكله